خط أحمر – نيفين عيسى:
تنتشر رائحة التوابل والسكاكر في سوق البزورية بدمشق ، لتمنحه طابعا فريدا يجذب إليه الزبائن والزائرين على حدٍ سواء ، إذ يقصده الباحثون عن الأعشاب الطبية والزهورات بمختلف أنواعها ضمن محلات تكمل بعضها من حيث محتوياتها.
البزورية ..سوق تاريخي يقع إلى الجنوب من الجامع الأموي ، ويضم العديد من الخانات التاريخية والمباني والمتاجر التي تبيع مواد العطارة والزهورات الشامية والأعشاب التي تستخدم في الطب الشعبي العربي ولهذا السوق شهرة واسعة عبر التاريخ.
علي أسعد الذي يعمل في مجال التدريس قال إنه يتردد على سوق البزورية بين وقتٍ وآخر ، وإنه يجد كلّ ما يطلبه في هذا السوق كالأعشاب الطبية والسكاكر ، مشيرا إلى أنه يحرص على تذكير طلابه بأهمية الأسواق العريقة التي تمنح دمشق خصوصية لا مثيل لها.
بدورها ، أوضحت السيدة عطاف اليافي أنها كانت تزور السوق قبل ثلاثين عاما مع والدتها وأنها تصطحب أبناءها لهذا السوق كتقليدٍ شعبي ومكان للتسوق.
يذكر أن سوق البزورية يعدّ واحدا من أهم المعالم التاريخية للعاصمة ، حيث كان مستودعا للقوافل وللبيع والتوزيع إلى مختلف أرجاء مدينة دمشق بينما كان يتطوّر باتجاه التنوع ما جعله سوقا مركزيا.
ويمتد سوق البزورية جغرافيا بين قصر العظم وسوق الصاغة القديم شمالا، إلى سوق مدحت باشا مقابل فتحة حارة مئذنة الشحم جنوبا، ومن ثم ينعطف شرقا ليضم إليه قسما من الشارع المستقيم وسوق مدحت باشا، وهو مغطى بساتر قوسي معدني من شماله حتى جنوبه، ولا تزال حوانيته منذ تأسيسه تتخصص ببيع الأعشاب الطبية والبزور والفواكه المجففة والتوابل والشموع والسكاكر والشوكولاتة والملبّس الدمشقي الشهير الذي يباع بكثرة في مناسبات الأعراس والموالد النبوية.
وتتوارث هذه الحوانيت عائلات دمشقية ما زال أحفادها يستثمرون هذه المحلات ويشغلونها بنفس تجارة آبائهم وأجدادهم، محافظين على عراقة وأصالة هذا السوق.
وينقسم سوق البزورية إلى ثلاثة أقسام هي سوق العطارين ويشمل القسم الأول منه قسم سوق الغذائيات، والقسم الثاني للحلويات والمكسرات والقسم الثالث للبهارات والتوابل المختلفة.