خط أحمر
أكد وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا على أهمية توسيع نطاق البحوث العلمية والتطبيقية والاستفادة من مراكز الدراسات لتجنب الأزمات البيئية والاجتماعية والاقتصادية الحادة التي نواجهها، مدفوعة بالاتجاهات الجيوسياسية، مما يفضي إلى خلل كبير في العرض والطلب على الموارد الطبيعية والمياه والغذاء والطاقة، ولن يكون بمقدور أي دولة أن تسلم من النتائج والآثار.
وقال الوزير في كلمة ألقاها اليوم في قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما بحضور ممثلين ل 170 دولة حول العالم: أثمن عالياً الجهود المبذولة والحرص الصادق على تحويل نظم الغذاء والزراعة من أجل تسريع بلوغ أهداف التنمية المستدامة، مؤكداً أن هذه القمة تشكل حدثاً عالمياً حظي بالزخم الكافي لكي يدرك العالم حجم الأخطار التي باتت تهدد تحقيق الأمن الغذائي وإمكانية تحقيق استدامة الموارد في ظل تنامي الطلب على الغذاء، تلك الأخطار التي أصبحت محققة بالفعل، وليست محتملة.
وأضاف الوزير: آن الأوان لتبنّي إجراءات سريعة لتحويل نظم الزراعة والغذاء، نحو أنماط إنتاج واستهلاك مستدامة، للوصول إلى نمو اقتصادي شامل قائم على الحد من أوجه عدم المساواة. ودعم الدول التي تعاني من أزمات أو حالات طوارئ لحاجتها إلى منهجية خاصة لتحسين أداء سلاسل القيمة للمنتجات الزراعية فيها.
وأوضح الوزير أن الجميع متفقون على مبادئ العمل في الاتجاه الصحيح، إلا أن الممارسة العملية لا تسير في ذلك الاتجاه، فعلى الرغم من كل الجهود والاجتماعات والمبادرات، لا يزال عدد الجياع والفقراء ومستويات انعدام الأمن الغذائي في ازدياد، ولا زالت الأخطار تتزايد، ولا يزال الكثيرون يُتركون بالفعل على قارعة الطريق ويحتاجون للحلول لتمكينهم.
وقال الوزير: إننا في سورية، وبعد التحديات التي واجهناها بسبب الإرهاب والحصار الذي تمت ممارسته علينا من بعض الدول، نتطلع إلى التعاون مع الدول التي تؤمن وتعمل بالفعل من أجل حقوق الإنسان وأمنه، ومع المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، لتنفيذ برامج التعافي المبكر والتنمية في سورية، الذي يشكل حجر الزاوية لنجاح أي جهد يبذل لبلوغ أهداف التنمية المستدامة. ولا سيما أننا وضعنا استراتيجية محدثة للزراعة ٢٠٢١-٢٠٣٠
وأشار الوزير إلى أن المهمة التاريخية التي تواجه العالم اليوم هي القدرة على الوصول إلى نهج شامل ومنسق لتحويل نظم الزراعة والغذاء إلى نظم أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة وقدرة على الاستمرار، مؤكداً أن هذا ما تعمل عليه الحكومة السورية بالتعاون مع مكتب منظمة الفاو في دمشق حالياً من أجل بناء استراتيجية متكاملة لتحويل نظم الزراعة والغذاء في سورية.
ولفت الوزير إلى أهمية المشاركة الواسعة رفيعة المستوى لتقييم النظم الغذائية من أجل التحول والإبلاغ عن التقدم المحرز على المستوى الوطني، منوهاً إلى التركيز خلال المرحلة المقبلة على الاستثمار في مجالات البحث وبناء القدرات وتعزيز الممارسات الخضراء للمنتجين والمستهلكين، وتقليل البصمة البيئية الناجمة عن نظم الزراعة وإنتاج الأغذية وتصنيعها وتوزيعها، وتوفير التمويل اللازم لدعم خفض الكلفة الحقيقية للإنتاج الزراعي والغذاء (المالية والاجتماعية والبيئية)، والتي تبدأ من الحقل والممارسات الزراعية الجيدة والذكية مناخياً، بالإضافة إلى تعزيز وتسهيل وتحييد التجارة خدمةً لقضايا الأمن الغذائي.