هذا الذكاء الاصطناعي ….!!

خط أحمر :

لم تتوقف مفرزات العولمة عند حد ،فهي في حركة تجديدية مستمرة ،ومن يتجنبها او يبتعد عنها ستجرفه ولن يلق مكانا له في عالم مؤتمت يضج بصيحات علمية خارقة ..فاليوم نجد أنفسنا أمام الذكاء الاصطناعي ،بمعطيات تتمتع بامكانات ذات طبيعة خاصة تقدم خدمات قريبة من الخيال .
فالعالم من حولنا يشهد تقدما مطردا في موضوعات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف المجالات ،ويبدو أن هذا التقدم وكأنه يقرع أبواب العالم مبشرا بثورة صناعية علمية جديدة ،تقدم وسائل ذكية ومفيدة وغير مسبوقة من ناحية ،ومن جهة أخرى أن وسائل هذة الثورة ستقود الى عالم جديد ،يختلف عما اعتاد الإنسان المعاصر عليه … والشواهد التاريخية تدل وبوضوح ع التغيرات التي حصلت فمنذ الآلة البخارية والى يومنا الحالي كم كانت حجوم التغيرات العلمية والصناعية..!وكلها غيرت من مجريات الحياة وأنماط البشر وآليات التعاطي عبر اعتماد تقنيات وتكنولوجيات حديثة سرعان مايطرأ عليها تحديثات قادت الى مانحن عليه اليوم ،وهكذا دواليك فالحركة العلمية وابتكارات التكنولوجيا مستمرة ،وهنا فقد بدأ الانسان يتخوف من أن تحل هذه التقنيات المتطورة محله ويتم الاستغناء عنه ببعض الأماكن ..فرغم من الفوائد الجمة التي يجنيها الإنسان من مثل المعطيات والمفرزات الجديدة ،إلا أنها تحاول مزاحمته في عديد من المهن والأعمال التي يؤديها الإنسان ،وربما يتم تسخيرها لغايات غير سوية ،وهنا بدت المخاوف تكبر بين أحلام البعض الوردية بأن الذكاء الاصطناعي سيحققها وتكون إيجابية وبمعطيات صحيحة ،وبين كوابيس تهدد سوق العمل وتقلل الفرص أمام البشر وتاليا تتأثر حياة المجتمعات وتتزعزع ..!
مهما كانت المخاوف مشروعة ،الذكاء الاصطناعي خيار وسيدخل الى حياة المجتمعات شاء من شاء وأبى من أبى ..! مفرز علمي جديد، وبعيدا عن أي مخاوف تذكر ،يجب ان تتهيأ الحكومات والادارات الرقمية والتكنولوجية وتكون بأتم جهوزية لمعرفة التعاطي والاستفادة من جوانب العلم والسرعة التي سيخلقها الذكاء ،لا أن نبقى متخوفين ، ونطلق سيل الاتهامات حيال الذكاء الاصطناعي لتغطية عجزنا وقصورنا وربما نكذب ونتحجج لإخفاء عورات ما اقترفت ذواتنا وايدينا ونتستر على أفعالنا غير السوية والتي تدل على فقر حالنا وسوء تفكيرنا وهزالة طرحنا .. العلم ومفرزاته التكنولوجية يبقى الخيار الصح الذي يهدي وينير دروب البشرية ويجدد من اساليب وطرائق معيشتها وعملها ،لا أن نبقى متقوقعين وراء حالات الكذب والنصب وإلقاء التهم جزافا لتبرير أفعالنا المشينة ..” ارخي حالك مريومة ارخي ..” !!!