” رغيف خبزنا .. صحة لأجيالنا “

خط أحمر :

شارك وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا بالندوة التي أقامتها اليوم اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الإسكوا” والاتحاد العربي للصناعات الغذائية في يوم الرغيف العربي 2023 تحت شعار “رغيف خبزنا.. صحة لاجيالنا واستدامة لكوكبنا” حيث قدم عرضاً عبر تطبيق الزوم في المركز العربي أكساد تحت عنوان “القمح الذهب الأصفر.
وتحدث الوزير عن موقع الزراعة في الاقتصاد العالمي والعربي وفي الاقتصاد السوري وأهم التحديات التي تواجه الإنتاج الزراعي المحلي والأمن الغذائي، والتي تتمحور حول الأزمة السورية والأزمات المتلاحقة الإقليمية والدولية وأثرها في ارتفاع أسعار الغذاء وتكاليف الإنتاج، وتخريب البنى التحتية وعلى رأسها شبكات الري الحكومية والآبار وأثر ذلك على المساحات المروية، وتخريب مراكز تقديم الخدمات الإرشادية والبيطرية والبحثية والتكلفة الباهظة لإعادة تأهليها، والحصار الاقتصادي وأثره في القدرة على استيراد مستلزمات الإنتاج أو المنتجات الغذائية بحد ذاتهاد وانخفاض المستوى التكنولوجي للإنتاج، وبالتالي انخفاض إنتاجية وحدة المساحة والوحدة الحيوانية، والتغيرات المناخية والاعتماد على الزراعة البعلية وتواتر حالات الجفاف وتغيرات الحرارة وشح الموارد المائية، وضعف الإقبال على الاستثمار في الزراعة نظراً لارتفاع المخاطرة بالنسبة لرأس المال.

واستعرض الوزير أهم أصناف القمح المزروعة الموجودة في سورية وتتضمن الأقماح عالية الإنتاج وهي التي نتجت عن الدراسات والتجارب التي تجريها الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية عن طريق الإدخال والاستنباط والانتخاب وتشمل أصناف القمح القاسي شام3 وشام5 وبحوث7 ودوما1 وشام7 وبحوث9 وبحوث11 وشام9 ودوما3، وأصناف القمح الطري شام4 وبحوث4 وشام 6 وبحوث6 وشام8 وشام10 ودوما2 وبحوث8 ودوما4 وجولان2.

أما الأقماح المحلية والقديمة وتتضمن أصناف القمح القاسي حورانيد واكساد65 وبحوث5 وشام1 وبحوث1 وجزيرة17 وجوري69 وسيناتوركابللي، والقمح الطري شام2 ومكسيباك وفلورنس اورور.

وبين الوزير أن القمح القاسي تمتاز حبوبه بلونها الذهبي وحجمها الكبير وصلابتها، ويستعمل في صنع منتجات غذائية متعددة حيث يصنع من القمح القاسي المعكرونة والشعيرية والبرغل والفريكة، وذلك لأنه يتميز بمحتوى بروتيني عالي فوق 12 – 13 %، وارتفاع نسبة الغلوتين 30 % أو أكثر (قوة الغلوتين) للمحافظة على التماسك والقوام، ونسبة البلورية عالية أكثر من 95 %، ولون الدقيق أصفر غامق (عنبري)، وحجم الحبوب من متوسط إلى كبير.

أما القمح الطري يستعمل أساساً في صنع الخبز وذلك بسبب المحتوى المتوسط من البروتين 10 – 11 %، ونسبة الغلوتين متوسطة (اقل من 20 %) مما يضمن بقاء الرغيف الناتج طازج لفترة اطول ويكسبه المرونة والطراوة، لون الدقيق أصفر فاتح وذلك لإعطاء رغيف ذو لون ذهبي، حجم الحبوب متوسط.

وأوضح الوزير خلال العرض أهم العوامل التي يجب مراعاتها في اختيار أصناف القمح، كنوع القمح حيث يزرع في سورية القمح بنوعية القاسي (قمح الدورم) والطري( قمح الخبر)، ويحدد اختيار النوع عوامل اقتصادية وبيئية واجتماعية استهلاكية، ومناطق الزراعة كون لكل صنف متطلباته البيئية، فالأصناف المقاومة للجفاف تزرع في المناطق الجافة فالصنف حوراني وشام 5 يزرع في منطقة الاستقرار الثانية، وإذا زرعت مروية تصاب بالرقاد، ونقص في الإنتاج، وموعد النضج لأن الأصناف المبكرة أكثر تحملاً للجفاف من الأصناف المتأخرة، فالتبكير بالنضج مرغوب في مناطق الاستقرار الثانية، والمناطق المعرضة للفحات الحرارة، والانفراط والرقاد ومقاومة الصقيع حيث تتباين الأصناف في تحملها لهذه العوامل، وينصح باختيار الأصناف المناسبة والمتحملة، للوصول إلى إنتاجية أفضل.

وأشار الوزير إلى أن التبن الناتج عن عمليات الحصاد يعد من المصادر المساعدة في تغذية المواشي حيث يستعمل مع الحبوب كعليقة مالئة، يقوم بتنبيه إفرازات العصارات الهاضمة عند المواشي ويسهل عملية الهضم ، فالتبن ضروري جداً عند الاعتماد على الأعلاف المركزة، حيث ينتج عن عملية حصاد محصول القمح كميات من مادة التبن التي يتم استخدامها كعلف للثروة الحيوانية، ويتباين إنتاج التبن حسب الأصناف والظروف البيئية، وهي تعادل إنتاج الحب أو أكثر ويعود ذلك حسب متوسط طول الصنف (طويل أو متوسط الطول) ويقدر معامل التحويل بـ (1 -1.5) من إنتاجية الحب (1 حب =1-1.5 تبن)، إلا أنه يحدث فقد نتيجة مكننة عملية الحصاد وبقاء جزء من النبات في الأرض مما يقلل من معامل التحويل الصافي إلى 1:1 أو أقل أحياناً، وبالتالي في حال كانت إنتاجية الهكتار الواحد من القمح حوالي 2450 كغ فان كمية التبن الناتجة تتراوح ما بين 2,4 الى 3,6 طن بالهكتار، وبالتالي فإن كميات التبن الناتجة عن عملية حصاد محصول القمح تشكل مصدر دخل جيد للمزارعين.

كما ينتج عن طحين القمح مادة النخالة العلفية التي تستخدم كعلف لتغذية الثروة الحيوانية، كما ينتج عنه مادة النخالة السكرية التي تستخدم في تصنيع بعض المواد الغذائية لغناها بالألياف حيث يصنع منها الرغيف لمرضى السكر ولمعالجة السمنة المفرطة وذلك لقلة محتواها من العناصر الغذائية وخاصة السكرية “خبز النخالة والخبز السكري الخاص بمرض السكري وبعض أنواع البسكويت”.
وبين الوزير في ختام العرض معدل استهلاك الفرد من القمح وتوقع الاحتياج المستقبلي.
كما حضر الندوة مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد الدكتور نصر الدين العبيد.