التعليم والتدريب التقني والمهني أساس تطور المجتمعات وتنمية مواردها

خط أحمر

اكدت وزارة التربية ان السمة المميزة للتعليم والتدريب التقني والمهني وفقاً لليونسكو أنه يتضمن “بالإضافة إلى التعليم العام، دراسة التقنيات والعلوم ذات الصلة، بالإضافة إلى اكتساب المهارات العملية، والمواقف، والفهم، والمعرفة المتعلقة بالمهن في مختلف قطاعات الاقتصاد والحياة الاجتماعية”، ومع التركيز على الممارسات الصناعية فقد يتم التعليم والتدريب التقني والمهني في البيئات التعليمية العامة (المدارس) أو المهنية (في مكان العمل).
فالتعليم والتدريب التقني والمهني يجمع بين التعلم الرسمي (النظري الذي يحدث غالباً في الصفوف الدراسية) وغير الرسمي (التعليم الموجه ذاتياً للجوانب العملية، مثل التدريب الداخلي والخبرات أثناء العمل)، فهو تعلم لتزويد المتعلمين بالمعرفة والمهارات اللازمة في مكان العمل، مع التركيز على الجوانب الفنية.
وهناك ست ميزات رئيسية يجب مراعاتها:
محورها صاحب العمل: حيث يكون لدى معظم مقدمي التدريب والمؤسسات شراكة وتعاون لضمان أن نتائج التدريب قائمة على قابلية التوظيف.
مرنة: في إطار منظم بحيث يكون مقدمو التدريب مستقلين نسبياً في كيفية تقديم التدريب، ويمكن منح المتعلمين المرونة للعمل والدراسة في وقت واحد.
تتمتع بالجودة: يلتزم مقدمو التعليم والتدريب التقني والمهني بجودة التعليم، ويتمتع الجمهور عموماً بإمكانية الوصول إلى آليات إشراف عالية الجودة تشجع وتكافئ الأداء العالي بين مؤسسات التعليم والتدريب التقني والمهني.
تتسم بالعالمية: التعليم والتدريب التقني والمهني يضمن الوصول العالمي حيث يمكن للمجتمع الدولي الانضمام إلى الدورات كمتعلمين أو مدربين.
لديها إمكانية الوصول: حيث يتم فرض أطر عمل للدعم الكامل للمتعلمين، ومشاركة المجتمع، وتطوير قدرات العاملين، واستخدام التكنولوجيا.
تعنى التنمية الاقتصادية: تتعاون مؤسسات التعليم والتدريب التقني والمهني مع الوكالات المحلية وأصحاب العمل لضمان تسهيل النمو الاقتصادي للبلد.
يتمثل أحد الأهداف الأساسية للتعليم والتدريب التقني والمهني في ضمان تلبية احتياجات التعلم من خلال توفير الوصول العادل إلى برامج التعلم والمهارات الحياتية المناسبة، وعلى الرغم من وجود التعليم والتدريب التقني والمهني لأكثر من أربعة عقود في الجمهورية العربية السورية، إلا أنه يظل أداة مناسبة للمساعدة في التوظيف والإعداد الوظيفي للكثيرين.
ومع إدخال أهداف التنمية المستدامة (أهداف التنمية المستدامة – مجموعة من التطلعات من الأمم المتحدة التي تعمل كمخطط لتوجيه صانعي السياسات لإنشاء لوائح مستدامة للجميع) والتي تضمنت أيضاً موضوعات حول التعليم المهني، كان قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني أكثر تقدماً في هذا المجال حيث يستخدم كأداة من قبل الحكومات واللاعبين الرئيسيين على حد سواء لتحقيق هذه الأهداف، وتشمل الأهداف الأخرى ذات الصلة بالتعليم والتدريب التقني والمهني تشجيع الحراك الاجتماعي، والنمو الاقتصادي المحلي، وتنمية مهارات تنظيم المشاريع الفردية.
للأسف لايزال بعض الناس ليسوا على دراية بمصطلح التعليم والتدريب التقني والمهني لسبب سلبي واحد أنه أسيء فهمه في كثير من الأحيان كخيار ثانوي متاح فقط للمتعلمين الذين لديهم نتائج امتحانية دون المستوى، وهذا غير صحيح لأن أصحاب العمل يهتمون بشكل متزايد بخريجي التعليم والتدريب التقني والمهني ومعظم الطلاب في هذه المدارس والمعاهد المهنية بعملون بمهنهم أثناء دراستهم ويحققون أجور عالية.
وقد زاد التعاون والتفاهم بين قطاعي الأعمال والتعليم في الجمهورية العربية السورية بشكل مثير للاهتمام في السنوات الأخيرة بعد صدور المرسومين 38 للتعليم المهني الثانوي و 25 للتعليم التقاني في المعاهد المهنية مما ساعد أيضاً في تقديم الجودة ودعم دخول هذا القطاع في سوق العمل مباشرة.
وتعد ثانويات ومعاهد وزارة التربية واحدة من الأمثلة العديدة لمقدمي التعليم والتدريب التقني والمهني في الجمهورية العربية السورية الذين يطورون مناهجها باستمرار بالتعاون مع أرباب العمل من القطاعين العام والخاص.
كانت وظائف التعليم والتدريب التقني والمهني تدفع القليل سابقاً، لا سيما في المراحل الأولى من مسار حياة المتعلمين المهنية، حيث يبدأ معظم الأشخاص الذين يعملون كفنيين ونجارين وبنائين وكهربائيين براتب أو بدل متواضع وهذه ليست رواتب كبيرة. وبعض المهن الأخرى كالفندقة والسياحة، واللحام تحت الماء، وخبير الأنابيب (في صناعة النفط والغاز)، والخياطة وميكانيك السيارات والميكاترونيك والكهرباء والتبريد والتكييف والتمديدات الصحية لديهم مهارات لا يمتلكها معظم الناس، كانوا يتقاضون أجر محترم بمجرد حصولهم على بعض الخبرة في العمل.
كما أن معظم الفنيين المهرة الذين دخلوا سوق العمل وأمنوا حياتهم ومستقبلهم وبدؤوا بالانتاج يمكنهم متابعة تعليمهم العالي في أي وقت إن رغبوا في معظم المجالات التي يحبونها من خلال التعليم المفتوح والتعليم الافتراضي أو نيل شهادات خبرة وتأهيل في مجالات إدارة الأعمال والريادة وغيرها، وبالتالي تكون فرص التعلم مدى الحياة متاحة لهم دائماً.