خط أحمر :
بحر الفساد واسع وشاسع ،ومن الصعب الغوص فيه لإيجاد أرقام واحصائيات دقيقة حول أي ظاهرة ،وذلك بسبب غياب الشفافية وصعوبة تتبع خيوط المفسدين،ويبقى ما يظهر للعلن قليل جدا ، وما خفي أعظم..!
يقال حينما تغيب الشفافية والمحاسبة يحل الفساد وكل شخص مسؤول أو محصن بحماية ما يستغل منصبه لحاجات مادية وربما غير أخلاقية ولا تمت إلى المنصب والمكانة العلمية والتأهيلية التي وصل إليها هذا المسؤول أو ذاك دكتور الجامعة ..
مارشح مؤخرا مخز بحق ومسيء لسمعة جامعة دمشق وكلياتها التي تشع علما ، لكن لا شك هناك من أصحاب النفوس المريضة من قد يستغل مكانته ومسؤوليته ويرتكب أفعالا لا تنسجم مع قانون الجامعة وتعليماتها وما تنص عليه، حوادث يسمعها القاصي والداني من شراء النجاح ببعض المقررات عن طريق الدفع ، وقد يتجاوز ذلك لارتكاب أفعال غير سوية بما فيها التحرشات اللفظية وربما أكثر من ذلك ، وبحال الرفض يلجأ دكتور الجامعة ” الموقر” إلى ترسيب الطالبة أو الطالب بحال تغيرت “الطلبية” …!
الجامعة مؤخرا اتخذت قرارا بطرد دكتور عضو هيئة تدريسية من كلية العلوم بسبب ارتكابه تجاوزات جسيمة أساءت إلى سمعة الجامعة والكادر التدريسي ولا تتوافق مع أي قيم وبلاغات إدارية .فأين أخلاق هكذا أشخاص على منزلة علمية واجتماعية راقية ..؟
والمسيء أكثر أن هناك إساءات عدة قام بها أعضاء هيئة تدريسية منظورة أمام مجلس التأديب المختص،بمعنى ليست الحالة فردية فقط ،هناك أكثرمن حالة فساد مادي ومعنوي وغير ذلك ، أي أن مايتم كشفه على قلته يؤشر أن حالات الخلل موجودة حتى بقطاع الجامعة والتعليم ، شأنها شأن بقية القطاعات ..!
حالة العنجهية للأستاذ الجامعي للأسف موجودة عند البعض،والبعض يتصرفون وكأنهم ” منزلين ” ،بعيدون كل البعد عن الأخطاء ،وهم فوق النقد والمساءلة ،وقرارهم يجب أن لا ينافش،وهو شاطر باستغلال مركزه أبشع استغلال ، وكم مرة سمعنا وتمت احالة بعض الاساتذة للجهة المعنية بتهم الابتزاز وغيرها من بعض الاخطاء مثل التعمد التقليل من نسب الرسوب لأكثر من حدود المعقول ..، وكم من حالة يقوم فيها بعض الاساتذة بمنح طالب ما دفع أو من أصحاب النفوذ لينال العلامة العالية وربما الكاملة ..؟
ما يخرج عن تصرفات بين الحين والآخر مخجل ومعيب ،فقد استشرى الفساد المالي والأخلاقي ،وهذا يدل على أن البعض والقلة القليلة من اساتذة العلم لم تعد تهمهم سمعتهم العلمية ومكانتهم وبأن يكون قدوة صالحة لطلابه ..
هكذا تصرفات مسيئة من قبل بعض الاساتذة تحتم على الجامعة مراجعة بلاغاتها وقرارات تعطي المساحة الواسعة للأستاذ، علها تضع حدا وموانع تخفف من ارتكاب الأخطاء ، فطالما نحن بشر لسنا معصومين من الخطأ والوقوع في مساؤى الضعف ،وهنا كلما زادت سلطات الفرد زادت احتمالية طغيانه … وفهمكم كفاية …!!