ليتنا لم نكبر ..

خط أحمر :

أنها السنوات تمضي مسرعة ، ومع مرور كل عام تتكشف لنا هشاشة تلك الأحلام التي كانت تعشعش في مخيلات الكثيرين ، كنا نتخيلها مهمة وعظيمة ، لنفاجئ بعد انقضاء السنوات أنها ولا شيء ، وليست بتلك القيمة المتوقعة ..!
أتذكر جيدا عندما كنا صغار كانت أوجاعنا تشفى ” بقبلة ” او بكلمة من شخص قريب كالأم او الاب ، ونحن لا نعلم ان كان شفاؤنا بتلك اللحظة من اي شخص ،وريما لم يكن هناك وجعا ..الجميل أننا نثق بهم الى الحد الذي يكونون به قادرين على شفائنا ولو كانت آلام بسيطة ، وكأن الحب حينها كان سببا كافيا لتبديد كل ألم يمر بنا ..
تغيرنا كثيرا وأخذتنا الحياة إلى أماكن أخرى لم نعد نجد بها من يطبع على جروحنا قبلة ولا من يكتشف مايمر بنا دون أن نبوح مرات ومرات.
كبرنا وتغيرنا وتغيرت الحياة كثيرا ،وأصبحت أوجاعنا تحيا بثنايا النفس نختار أن نبقيها بأعماقنا لأننا ندرك أن البوح لم يعد مجديا ..وأن ذاك الحب الذي كان ينثر ذاته بقبلة صغيرة على أوجاعنا مضى ولا نستطيع أن نستعيده سوى بذكريات مؤلمه.!
ليتنا لم نكبر ..ليت مرحلة الطفولة لم تغادرنا ،ولم نكبر لندرك أن الحب ليس قبلة على جروحنا فقط ..وأن الحب ليس أن نثق بمن نحبهم فحسب .
كل شيء تغير ، عاداتنا واحاديثنا ، وبسماتنا ،لا نملك سوى ذكريات طوتها سنوات الجفاء وتغير المفاهيم وعلاقات الناس ،بل علاقة أفراد الأسرة الواحدة بين بعضها .!
لم تعد الحياة ومفرزات العولمة تحمل النقاء والثقة والأشياء الصادقة ، كل يوم تحمل لنا آلام وماس لا حصر لها ، تحولنا لمجتمع استهلاكي محكوم بلغته المادية المقيتة .! لا تتذكروا ذكرياتك وماضيكم ،أيام الطفولة كانت أحلى ، أحلى بصدقها وبراءتها وحبها النقي .!