نيفين عيسى
لطالما تغنّى الكثيرون عبر مختلف العصور بالسيف الدمشقي وصفاته التي يتفرّد بها ، فما قصة هذا السيف ؟!
يحظى السيف الدمشقي بخصوصية في الشكل والتفاصيل والمواد المستخدمة ، ويُعد من أجود وأثمن السيوف على الإطلاق، بتصميمه في الشكل والمواد المستخدمة، وما يُميّزه حده القاطع نصله المصنوع من الفولاذ الدمشقي المتين ذو الصلابة والمرونة في الوقت ذاته، وتُزيّن سطحه بنقوش دمشقية تحمل اسم الصانع أواسم صاحب السيف نفسه.
( من الهند إلى دمشق )
كانت السيوف المصنوعة من الفولاذ الدمشقي مميّزة في القرون الوسطى، وهي صناعة اشتهرت بها مدينة دمشق، إذ كانت عاصمة الدولة الأموية، وحاضرة مركزية في عهد الدولة العباسية، ولذلك ازدهرت فيها صناعات مختلفة، منها صناعة الأسلحة.
كانت صبّات الخامات من الفولاذ الهندواني يؤتى بها إلى دمشق من الهند، وسريلانكا؛ وذلك في الفترة ما بين القرنين الثالث والسابع عشر للميلاد.
بدأت الخبرة في شغل وتشكيل الفولاذ الدمشقي على هيئة سيوف تتزايد، وانتشر صيتها في منطقة الشرق الأوسط.
اشتهر السيف الفولاذي الدمشقي بصلابته ومرونته في آن، وبقوّته ووزنه الخفيف إضافة إلى جمال الشكل وروعة التصميم؛ كما امتازت السيوف الدمشقية عن غيرها بظاهرة فنّية عرفت باسم «الجوهر» أو «الفرند»، وللجوهر أشكال عديدة تظهر علي النصال وتشاهد له تموّجات وبقع، حتى أطلقت تسمية الدمشقة على طريقة صنع هذه السيوف، وبخاصة النصل الذي يصنع من الفولاذ وما يحتويه من أنماط وتمويجات مميزة.
( السيف والحرير)
ازدهرت صناعة السيوف الدمشقية في العصرين الأموي والعباسي، وتوسّع انتشار صناعتها إلى المدن المجاورة مثل حلب، كما وصلت إلى مصر في عصر المماليك. انتقلت السيوف الدمشقية وطريقة صناعتها إلى الأندلس؛ وحيكت عنها الروايات والأساطير، مثل أنّها حادّة لدرجة أنّها من حدّتها تستطيع قطع منديل حريري مرمي في الهواء، الأمر الذي كانت تعجز عنه السيوف التقليدية آنذاك.