خاص – خط أحمر
انخفضت أسعار الغذاء عالمياً إلى أدنى مستوياتها منذ عامين ، إلا انها لم تنخفض محلياً وظلت متصاعدة و ارتفاعها مستمر ولحظي، والحجج حاضرة من التجار رغم انخفاض مبيعاتهم مازالوا يحافظون على أسعارهم ربما ليبقوا متميزين عن بقية التجار في العالم تحت مسمى التجارة شطارة.
وعلى من تتشاطرون أيها التجار على مواطن جيبه مهترئ غير قادر على تأمين أبسط متطلبات عيشه، وكم كان جميلاً منكم أن تكونوا أول من يعلن عن انخفاض الأسعار ليس لشيء، على الأقل لتبيعوا مالديكم من مواد غذائية معرضة للكساد والفساد لكن يبدو حتى المواد الفاسدة لها ضرورياتها لتعيدوا تصنيعها من جديد دون أي التفات للصحة العامة.
ولا نعلم ماهو ردكم أيها التجار على إعلان منظمة الأغذية والزراعة « الفاو» أمس عن انخفاض مؤشر أسعار الغذاء العالمية في أيار إلى أدنى مستوياته في عامين، وأما محليا فهو ارتفع إلى أعلى مستوياته.
ويقول التقرير :بلغ مؤشر أسعار الغذاء العالمية في المتوسط 124.3 نقطة في أيار، بتراجع بلغ 3.4 نقطة (ما يعادل نحو 2.6 في المئة) عن مستواه المسجل في نيسان، وبذلك فقد بلغ هبوطه نحو 35.4 نقطة عن المستوى المرتفع القياسي الذي بلغه في آذار.
وأرجعت المنظمة أسباب هذا الانخفاض إلى هبوط مؤشرات أسعار الزيوت النباتية والحبوب ومنتجات الألبان، الذي عوّضت عنه جزئياً الزيادات في مؤشري السكر واللحوم.
فأسعار الحبوب تراجعت بمقدار قدرها 6.5 نقطة عن الشهر الذي سبقه، بينما انخفض مؤشر أسعار الزيوت النباتية 118.7 نقطة؛ وذلك نتيجة لانخفاض الأسعار العالمية لزيوت النخيل والصويا وبذور اللفت ودوار الشمس.
أما مؤشر أسعار منتجات الألبان على الصعيد المحلي حدث ولا حرج وأما عالمياً فقد بلغ 118.7 نقطة في أيار، بانخفاض قدره 3.9 نقطة عن نيسان، فأصبح أدنى بنحو 25.5 نقطة.
وفي تقرير منفصل عن العرض والطلب على الحبوب، توقعت «الفاو» أن يبلغ الإنتاج العالمي من الحبوب هذا العام 2.813 مليار طن، بزيادة 1.0 في المئة على العام الماضي، كما رجحت انخفاض محاصيل القمح والشعير إلى ما دون مستوياتها في العام الماضي.
نعم لقد كشفت افصاحات منظمة الأغذية العالمية عن انخفاض أسعار الغذاء العالمية، على مدى جشع وطمع تجارنا وقلة متابعتنا بجدية للأسعار العالمية ومحدودية ثقافتنا في هذا الاتجاه، فهل سيتراجع التجار عن تمسكهم بأسعارهم الكاوية؟ ، أم أننا كالعادة سنصطدم بمبررات جاهزة و اسطوانات مملة لم تعد تنفع مع الحالة المعيشية المتردية للمواطن.!!