خاص- خط أحمر :
منذ عام 2013 إلى اليوم زار المحامي صفوان أبو سعدى محافظ ريف دمشق ثلاث محافظات برتبة محافظ، وفي كل مكان يزوره يترك الأثر الطيب والإيجابي، والكثير من الأصدقاء على الرغم من قلة الإمكانيات الحكومية المتاحة للعمل، وكثرة الطلبات والمشكلات المجتمعية، إلا أن سر نجاح المحافظ وشعبيته في اتباع سياسة “لاقيني ولاتطعميني”، وإعادة اتصاله بكل من يتصل به وعدم تجاهله أحد .
من يتابع أخبار محافظ ريف دمشق في زياراته إلى المناطق والمدن يلمس بعض الإشارات،يحول الزيارة إلى مهرجان خطابي مع عراضة وموسيقى وفرح، والبعض ينتقد بشدة هذا السلوك ويقول بدلا من هذا الاستعراض نتمنى أن تصرف هذه الأموال على الخدمات، وخاصة أن محافظة ريف دمشق الذي زنرها الإرهاب وترك آثار الدمار والمشاكل الكبيرة، واضحة للعيان ،إلا أن المحافظ لا يعتذر عن أي اجتماع يدعى إليه أو حتى معرض فني أو لقاء جماهيري .
والسؤال من أين تأتي محافظة ريف دمشق بهذه الأموال لإقامة مثل تلك العراضات…؟ ولماذا غير موجودة في بقية المحافظات، وهل هذا الأمر فقط أمام وسائل الإعلام، أم بالفعل موجودة ولا يتم الاضاءة عليها..؟ أو لا يعرف بقية المحافظين استغلالها وتسويق أعمالهم باحترافية كما يفعل محافظ ريف دمشق الذي يتمتع بكاريزما وشخصية محببة.
الشكاوى في ريف دمشق لا تعد ولا تحصى، ونقص المياه حدث ولا حرج، والقمامة مكومة بالأطنان، ومشكلة الخبز مؤجلة على وعود لم تنفذ، ومشكلة النقل لا أحد يلتفت إليها ، وبعض القرى اعتمدت السوزوكي وسيلة النقل الوحيدة، ومشاكل الفلاحين لا تعد ولا تحصى، ومخالفات البناء تسير بوتيرة سريعة على الرغم من الاستعراض في هدم بعض المخالفات لكبار المتنفذين في المحافظة، ومع ذلك محافظ ريف دمشق يستقبل الناس بروح ودية، ويحيل طلباتهم إلى لجان الشكاوى لحلها وفق القوانين والأنظمة، ويحاول أن يسرق اللحظة الحلوة ويدونها والترويج لشخصيته المحببة وقربه من الناس.
محافظ ريف دمشق يظهر في الاجتماعات الجماهيرية ، وسط هتافات حماسية، بغض النظر عن الألم والدمار في هذه المنطقة أو تلك ومع ذلك استطاع الاستمرار في منصبه ل10 سنوات متتالية، وزيارة ثلاث محافظات بمنصب محافظ، وعينه على المناصب الأعلى.
التسويق الشخصي الذي يتبعه المحافظ صفوان أبو سعدى مفقود تماما عند غيره من المسؤولين، والسؤال الجوهري من أين تأتي هذه الأموال لإقامة مثل تلك الخطابات والمهرجانات….؟ والأموال التي تدفع للتكريم وللحفلات المتواصلة، هل من المجتمع المحلي أم من ميزانية المحافظة أم من أين ..؟!.
والسؤال الأكثر أهمية بعد التصوير والترويج والاحتفال يسأله المواطن… أليس وضع هذه الأموال في خدمة التنمية المحلية لقرى منهكة من الحرب وتفتقد أبسط الخدمات أفضل من المهرجانات والخطابات وخيم الشعر والمضافات….!!
ما نأمله أن يكون المسؤول قريبا من المواطن يستمع إلى همومه ويصارحه بالإمكانيات المتاحة بدلا من إغلاق أبوابه في وجه المواطنين والموظفين ولا يسمع إلا لبعض” الثرثرية” الذين يقودونه إلى التهلكة، وما نتمناه من المحافظ أبو سعدى تقديم المزيد من الخدمات إلى ريف منهك من الإرهاب… وبناه التحتية تحتاج للكثير من المشاريع والمتابعة .. فالمساهمة في حل جزئي لمشكلة النقل في الريف يزيد من نسب الرضا ويريح المواطن أهم من خطابات واستعراضات بلا فائدة ..!!