تعد سوسة النخيل الحمراء من أهم الآفات وأشدها خطراً على أشجار النخيل بمختلف أنواعها، وهي من الآفات الغازية لأشجار النخيل في العالم بسبب قدرتها على التأقلم والتكيف مع الظروف المختلفة وبسبب الغياب شبه الكامل للأعداء الحيوية الطبيعية للحشرة في الأماكن المستعمرة حديثاً، وتسبب هذه الحشرة أضراراً كبيرة لأشجار النخيل التي تهاجمها، وتكمن خطورة هذه الآفة في طبيعة أضرارها لهذه الأنواع من الأشجار، وسلوكها الذي يجعل من الصعوبة بمكان اكتشاف الإصابة في مراحلها الأولى لاتخاذ إجراءات المكافحة.
وبهدف إطلاق حملة مكافحة كاملة لهذه الآفة عقدت مديرية وقاية النبات في وزارة الزراعة اجتماعاً اليوم ضم كافة الجهات المعنية من وزارات الإدارة المحلية والبيئة والداخلية والسياحة وكليات الهندسة الزراعية في المحافظات والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ومديرية الإرشاد ورؤساء دوائر الوقاية وفنيي مديرية الوقاية، حيث تم مناقشة واقع سوسة النخيل الحمراء في سورية وتحديد مهام كل جهة لتنفيذ الحملة وبرنامج الإدارة المتكاملة الواجب تطبيقه في كافة المحافظات التي سجلت فيها الإصابة، وإجراءات منع انتشارها وانتقالها إلى المحافظات الأخرى.
مدير الوقاية الدكتور إياد محمد بين أن سوسة النخيل الحمراء سجلت في سورية في عام 2005 في محافظة اللاذقية وفي طرطوس عام 2009، وفي عام 2016 سجلت الإصابة في حمص في الحواش وتلكلخ ووسط مدينة حمص وطبقت الإجراءات الحجرية المعتمدة من حيث قلع وحرق الأشجار المصابة ونشر المصائد الفرمونية للتحري عن الآفة، وفي حماة 2019، كما سجلت الإصابة في ريف دمشق 2018 ونتيجة لانتشار الإصابة في معظم المحافظات السورية بالرغم من اتخاذ الإجراءات الحجرية وإجراءات الإدارة المتكاملة، تم إعلانها آفة مستوطنة، ضمن الآفات المستوطنة في سورية يطبق عليها إجراءات الحجر الصحي النباتي الداخلي في المحافظات التي سجلت فيها ويمنع إخراج وتداول ونقل كافة أنواع النخيل وأجزاؤه منها واتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية في تلك المناطق إضافة إلى إجراءات الحجر الصحي النباتي الخارجي واتخاذ إجراءات المسح والرصد ومتابعة المشاتل الخاصة.
وأشار محمد إلى أنه تم العمل على استئصال مايزيد عن 240 شجرة نخيل وفسيلة (ثمري وزينة)مصابة خلال هذا العام في دمشق وريفها واللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، وخاصة من الحدائق العامة ومنصفات الطرق.
وأوضح محمد أن برنامج المكافحة يتضمن الرصد والتحري لمنع انتشار الإصابة وتنفيذ المكافحة المناسبة، وعدم التوسع بزراعة النخيل في المحافظات التي تم تسجيل الإصابة بها، ومنع انتقال النخيل من المحافظات التي سجلت بها الإصابة، استخدام المصائد الفرمونية للتحري والمكافحة، وإزالة الأشجار المصابة بشدة والتخلص منه بالحرق، وتكليف من يلزم لتسهيل الدخول إلى المزارع الخاصة والحدائق العامة والخاصة لإجراء عمليات التحري والمكافحة، وتنفيذ الأبحاث التطبيقية على المكافحة الحيوية والكيميائية وتسجيل المبيدات المتخصصة لمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء، وتكثيف النشاطات الإرشادية (الدورات والندوات والبيانات العملية)، ومشاركة أصحاب المصلحة في المراقبة والتحري والمكافحة.